
تربية الأطفال أمر شاق فهم عكس ما يعتقده الكثيرون، فمثلهم مثل الكبار، يشعرون ويحسون، يقدرون على استيعاب الكلام الذي يكون موجه له، ويؤثر هذا الكلام عليهم، سواء كان هذا الكلام إيجابي أو سلبي، لذلك ينبغي أن يكون الفرد حذرًا بطريقة أكبر عند تعامله مع الأطفال، والتكلم معهم بطريقة تشجعهم اتجاه الأفضل.
تستخدم الأم العديد من العبارات مع ابنها دون شعورها، بأن ذلك يمكن بدرجة كبيرة أن يؤذيه نفسيًا، ويؤثر على ثقته بنفسه.
كوني فتاة كبيرة أو كن صبيًا كبير
العديد من الولدان يسردون هذه العبارة لأطفالهم، معتقدين أن مثل هذا الكلام يساعد الطفل للانتقال من مرحلة عمرية إلى أخرى أكبر، ويساعده في حمل المسئولية.
وفي حقيقة الأمر أن الطفل لن يكون قادرًا على تحمل هذا الإحساس، ففي الكثير من الأوقات يحتاج الطفل حضن أمه لكي يشعر بالاحتواء والتدليل.
فمن الممكن أن تقول الأم هذا الكلام في الأوقات المناسبة وعدم تكراره، فيجب ترك للطفل بعض الوقت لكي يشعر بأنه ما زال طفل، ولا يكون كالكبار دائمًا.
فمن الأفضل أن تقوم بالاستعاضة عن هذه العبارة ببعض الأشخاص الذين يحبهم، وفي ذات الوقت يكون هذا الشخص شخص حسنًا يقتدي به.
دعني وشأني
تتعرض الأم للعديد من الضغوطات التي تواجهه في حياتها والتي تجعلها تشعر بالاستياء، فتحتاج لبعض الوقت أن تظل بمفردها، ولكن الطفل لا يستطيع فهم مثل هذه الأمور!
فينبغي عدم ترك الطفل فترة طويلة في مثل هذه الحالات، وذلك لأن الطفل، يدرك بأنك تعاني من شيء ما، ولكنه يحتاج إلى أن ترجعي إليه وتطمئنيه، الحل الأنسب في مثل هذه المواقف أن تشغل الأم طفلها بشيء يحبه حتى يهدأ الطفل ويعود لعادته الطبيعية.
لن تستطيع فعل هذا
فعندما تقول الأم مثل هذه العبارة لطفلها، فهي لا تعرف ماذا تعني له، فالطفل لن يكون قادرًا على فهم سوى أنه عاجز، فيأخذ على الاعتماد على الأم في كل شيء.
فمن الواجب على الأم أن تجعل الطفل أكثر اعتمادًا على نفسه، ويحاول ويصيب ويخطئ أكثر من مرة، حتى يتعلم بالممارسة، فيتوقف دورك على المساعدة، إن احتاج إليك، فليأت ويطلب منكٍ المساعدة.
أحسنت العمل
من المهم أن تمدحي طفلك، ولكن ينبغي عليكِ اقتناء الوقت المناسب وليس التكرار فقط، حتى لا يعتاد الطفل على ذلك، فلا يستطيع التفريق بين ما هو فائق وبين ما هو طبيعي.
فيجب على الأم أن تجعل عبارات المدح والثناء في الأوقات المستحقة لذلك، ومن الممكن أن تكتفي الأم بأن تبتسم وأن تعين فترة للعب كاستجابة لأفعال الطفل اليومية.
لا تبكي
فعندما يغضب الطفل، فتوقفه الأم سريعًا قائلة له “لا تبكي”، فمن الممكن أن يحس الطفل بأن الأم لا تحبذ الحديث معه، وتقلل منه، فيصاب بالإحباط1عالم المرأة.
فإنك بمنعك لبكاء الطفل تكتمين مشاعره، ويدفن ما يشعر به، فهذا خطأ، فيجب أن يشعر الطفل بأن الأم تقدر مشاعره وتحترمها، وأن توضح له عدم المشكلة في البكاء بعض الوقت، ولكن ليس كل موقف نبكي فيه، فيجب أن يأخذ كل أمر أو موقف حجمه الذي يتناسب معه.
فمن الأفضل أن تتحدثي معه ليهدأ وألا تكون رد فعله في كل المواقف هو البكاء.
لا يوجد ما تخاف منه
يوجد العديد من الأمور التي تثير مخاوفنا نحن الكبار على مر العمر، فما خطبك بالطفل؟
إن الخوف إحساس طبيعي للطفل، فلا يصح قول للطفل كلام غير واقعي وغير قابل للتنفيذ، لأنه بكل تأكيد سيتعرض للمخاوف المتعددة خلال فترة حياته، فمن الأفضل القول له بأن تتحدثي معه، ونحاول الحصول معه على الأسباب التي يخاف منها وكيفية البحث عن علاج وحل لها، فالطفل يشعر بالخوف لأنه يكون غير واعي، فإن وعي وفهم فسيتلاشى عنه هذا الخوف بمرور الوقت2البيان.
سوف أخبر والدك
فصيغ التهديد بجميع أشكالها، ستجعل الطفل دائم الخوف وفاقد الثقة بنفسه طوال الوقت، حتى وإن لم يفعل شيء، فسيشعر بأن كل ما يفعله يغضب الأم، فيبتعد عن تجربه الجديد، وبالتالي تكاد تنعدم الفرصة ليتعلم أمور مختلفة في حياته.
فلا تعتقدٍ بأن هذا الأسلوب سيجعل الطفل، لا يفعل ما يفعله، فهذا سينقلب بطريقه عكسيه على طفلك فيصبح خائفًا وفاقدًا للثقة بنفسه ومع الوقت سيضطر الطفل للكذب والإخفاء.
فينبغي على الأم أن تقوم بتبديل أسلوب التهديد بالكلام مع الطفل بكل هدوء، فمعاقبة الطفل مطلوبة ولكن على حجم خطأه، وليس في جميع الأوقات، فيجب مسامحته العديد من المرات أولًا، وإن استمر في هذا الخطأ ينبغي معاقبته عن طريق منعه من شيء يحبه.
افعل هذا دون نقاش
فلا يمكن لأي فرد أن يفعل شيء دون أن يفهم مغزاه وسببه، فعندما تأمرين الطفل بفعل شيء، أو أن تمنعيه من شيء معين، دون مناقشته في الأمر والتحدث معه عن أسبابه، فبذلك تقبع الأم التفكير والابتكار عند الطفل.
فالطفل عندما يقابل أمر جديد يميل للفضول للتجريب، وأن يعرف ماهيته، وكيفيه استخدام هذا الشيء، فمن الأحسن أن تترك الأم الطفل يحاول ويجرب بنفسه أمامك، وأن يفهم كل ما يدور حوله بنفسه، فينصح في هذه المواقف أن تشرح الأم كل شيء للطفل.
أنظر كيف يتصرف صديقك
من أكثر الأخطاء التي تتبعها الأم مع طفلها مقارنة بالأشخاص، معتقدة بأن ذلك يشجعه على التفوق والفلاح، ولكن في حقيقة الأمر، أن ذلك يؤثر على نفسية الطفل بالسلب، وتجعلهم ينظرون إلى الآخرين.
فلكل فرد قدراته ومهاراته التي تميزه عن غيره، فلا يجب وضع الطفل محل مقارنة مع الغير، فالطفل المميز في شيء يكون غير موفق في شيء آخر، فيوجد لكل طفل ما يجعله مميز عن الآخر، وبمقارنة الطفل بالغير، يؤدي إلى كره الطفل للطفل المميز عنه، فينبغي على الأم دائمًا أن تشعر طفلها بأنه مميز، ومحاوله معرفه نقاط قوة طفلها وتقويتها ونقاط ضعفه وتثبيطها.
اقرأ أيضًا: تعرف على دماغ الطفل عن قرب ونصائح للوالدين
اقرأ أيضًا: كيفية تربية الطفل الكفيف في مرحلة ما قبل المدرسة
اقرأ أيضًا: الطفل المضطرب سلوكيا: ما هي الخدمات الواجب توفيرها له؟
اقرأ أيضًا: طفل حديث الولادة: كل ما تريدين معرفته عنه
التعليقات